أحبكم في الله.....البحـــ درةــــر
أهــــلا وسهلا بكــم ..الكاتب درة البحر

Monday, March 3, 2014

دع الخلق للخالق

بسم الله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:-
جرت في عاداتنا اليوم نحن المسلمون أنه لايكاد أن يمضى علينا يوما إلا ونحن نعيب ونغتاب  بعضنا البعض وكأننا سلمنا من المعاصي وسلمنا من العيوب فأصبحت الغيبه والعيب على خلق الله حديث نتلذذ به سماعا وقولا ونسينا قول الله تبارك وتعالى (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه وأتقوا الله )(الحجرات:12)
فقد كان الصحابه صلوات الله وسلامه عليه أطهر خلق الله لا يعيبون على أحد ولا يذكرون أحد بالسوء ويؤكد ذلك ما روي عن  جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه أن ريح الغيبة كانت تبين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لِقِلتِها
أما نحن صرنا في زمان نألف هذه الريحه لكثرتها بل وصار حديثا ممتعا لدى البعض فمثل ذلك كمثل أناس يجلسون في بيت رائحته منتنه حيث أنهم يشعرون بالرائحه في اللحظات الأولى ثم بعد ذلك يألفونها 
فنحن وللأسف صرنا نألف رائحة الغيبه كهذه الرائحه النتنه.
حكم الغيبه:-
فقد كتب الإمام أبوحامد الغزالي في كتابه مكاشفة القلوب:
نصّ الله سبحانه وتعالى على ذم الغيبة في كتابه, وشبّه صاحبها بآكل لحم الميتة. وقال النبي عليه السلام:"كل المسلم على المسلم حرام, دمه وماله وعرضه" رواه مسلم. والغيبة تتناول العرض.

عواقب الغيبه:-
قال صلى الله عليه وسلم 
:"قال النبي: "لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم، 

فإنه من طلب عورة 

أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته"، رواه الإمام أحمد."..

قال تعالى: (ويل لكل همزة لمزة)(سورة الهمزة:1) أي أشد العذاب للهمزة الذي يعيبك في العيب, واللمزة الذي يعيبك في وجهك. 
والآية نزلت في الوليد بن المغيرة, وكان يغتاب النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في وجوههم ويجوز أن يكون السبب خاصا والوعيد عاما ً.

فحقوق العباد أصعب إتيانا من حق الله سبحانه وتعالى فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم يغفر لمن تاب وأناب
أسباب وقوع الناس في الغيبه:-
1-وهو الحقد والضغينه والكراهيه لشخص فأسهل شئ عنده هو ذكره بالسوء وذمه بما فيه وماليس فيه
2-الظلم ،وذلك أن يقع على الإنسان ظلم من شخص ما لا يستطيع الخلاص والانتقام منه فيقوم بذكر عيوبه وقد تصل الي السب واللعن أعاذنا الله من ذلك
3- وهو من أشد أنواع الغيبه غيبة شخص ما على سبيل المجامله لأحبابك وأصدقائك فقد يكون الشخص المذكور لا تعرفه ولا يعرفك ولا سبق لك أن صادفته في يوم فتقوم بسبه والتحدث عنه امام أحبابك وأصدقائك لأنهم قد وجدوا منه ما يضرهم أو ما سبب لهم الأذي 
4-السخريه والهزل على سبيل إسعاد الناس فبعض الناس يكون كسبها من هذه الناحيه
5-إرادة رفع نفسه عن غيره فيبدأ بذمه وذكر عيوبه ولا يعلم أننا جميعنا عيوب وأن ذلك لايجدي نفعا له
علاج الغيبه:-
قبل العلاج لابد أن يكون عندك يقين وإراده بأنك ستتخلص من هذا الداء الذي يجلب لنا التعاسه 
ثانيا أن تكثر من الدعاء بأن يعافيك الله من هذا الداء الخطير الذي قد يجلب لك المضره في الدنيا والآخره
ثالثا تذكر دائما عواقبها الوخيمه وأنها تأتي بالوبال على صاحبها والتعاسه في الدنيا والآخره...

ولكن، الغيبه لا تكون من قائلها وحسب بل من سامع الغيبه أيضا
قال تعالى:"وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه", وقال:"والذين هم عن اللغو معرضون", وقال:"وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره, وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة" رواه الترمذي وقال حديث حسن

وقال عليه السلام:"ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته, وما من امرئ مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته" رواه أبوداود وابن أبي الدنيا...

كفارة الغيبه:-
إعلم أخي الحبيب أن المعتاب قد جنى جنايتين الأولى في حق الله تعالى لأنه نهانا عنها وحذرنا من الوقوع فيها.
والثانيه في حق المغتاب.
وكفارة ذلك 
حق الله سبحانه وتعالى هو الندم والاستغفار والعزم على عدم العوده إلى ذلك مره أخرى فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم
قال تعالى:"قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إن الله هو الغفور الرحيم"
اما حق العباد:-
قال الفقيه رضي الله عنه: قد تكلم الناس في توبة المغتاب, هل يجوز من غير أن يستحل من صاحبه(أي يطلب منه السماح), قال بعضهم يجوز وقال بعضهم لا يجوز مالم يستحل من صاحبه. وهو عندنا على وجهين: إن كان ذلك القول قد بلغ إلى الذي اغتابته فتوبته أن يستحل منه, وإن لم يبلغ فليستغفر الله تعالى ويضمن أن لا يعود إلى مثله. 


أيها المسلمون: تحفظوا من ألسنتكم، وزنوا أقوالكم، فإن الإنسان 

قبل أن يتكلم يملك كلامه، لكنه إذا تكلم ملكه كلامه.

دع الخلق للخــــالق والملك للمـــالك وانشغل باصلاح نفسك 

وعيوبها وتطويرها فمن حسن اسلام المرء تركه مالايعنيه فنحن 

ملائكه وكل بن آدم خطــــــــــاء 

وكما قال الشافعي رحمه الله

لسانك لاتذكر به عورة امرئ فكلك عورات ولناس ألسن

وعينك إن أبدت إليك معايب فصنها وقل يانفس لناس أعين

فبادر أخي بالتوبه والإستغفار فباب الله مفتوح بالليل والنهار إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل
درة البحر



شاركها مع أصدقائك!
تابعني→
أبدي اعجابك →
شارك! →

0 التعليقات :

Post a Comment